وائل عباس

متفق مع اللي بيكتبه او لا
وبعد ما اتفرجت على الكمين بتاع المحور
بقوله
انا معاك
وعلى رأي اللي كانو بيتصلو
انا ما ليش حد في الشرطة
التسميات: الحياة حلوة
لسه معاكم بقلب في صفحات الكتاب الموسوعي شخصية مصر للدكتور جمال حمدان
حد بيقولي طب ما الكلام ده كله معروف
ماشي
لكن التوثيق البحثي لكلام زي ده
من حد زي جمال حمدان
اللي ما فيش اتنين في مصر يختلفو على ان كتابه شخصية مصر – دراسة في عبقرية المكان يعتبر عمل موسوعي بيناقش كل تفاصيل مصر جغرافيا وتاريخيا برضه
الجزء الرابع من الكتاب يعتبر لسه حي وفعال معانا
لأن الاجزاء الاولى منه فيها عدد من الاحصائيات كانت وقتها حديثة
لكنها دلوقتي بقت جزء من التاريخ برضه
النسخة اللي اتحصلت عليها معمول لها مراجعة من الكاتب سنة 1984
يعني بيتكلم عن بدايات عصر مبارك
عشان محدش يتخيل ان الكلام ده من التاريخ القديم
والجزء ده بالذات ركز فيه على مصر الحديثة والمستقبل
هنقل سطور من الكتاب
إن قضية إعادة بناء الانسان المصري لا تعدو ببساطة ان تكون إعادة بناء الديموقراطية ، أو بالأصح إعادة إيجاد الديموقراطية التي لم توجد قط في مصر ، وذلك حتى تكفل العزة والكرامة والسيادة للإنسان الفرد المصري الذي لم يشعر بآدميته الحقة طوال التاريخ وحتى اللحظة ، بل كان التاريخ الفردي الشخصي والجمعي هو اهدار تلك الكرامة وسلبها ونفيها
****************************
إن معظم سلبيات وعيوب الشخصية المصرية إنما يعود أساسا وفي الدرجة الالى الى القهر السياسي الذي تعرضت له ببشاعة وشناعة طوال التاريخ
هذه ، ولا سواها
نقطة الابتداء والانتهاء
مثلما هي نقطة الاتفاق والالتقاء
: السلطة الحكم والنظام
: الطغيان الاستبداد والديكتاتورية
: البطش التعذيب والتنكيل
: الارهاب الترويع والتخويف
تلك هي الآفة الأم وأم المأساة ومن هنا يجمع الكل على ان النغمة الاساسية او اللحن الخلفي المستمر وراء الشخصية المصرية في علاقتها بالسلطة ومفتاح هذه العلاقة التعسة هي العداء المتبادل والريبة المتبادلة هي الحب المفقود والبغض الموجود بلا حدود
************************
على انه من الطريف كما هو من المفيد ان ان نحاول حصر اهم الصفات والسمات والخصائص والمقومات التي وردت والحقت والصقت بالشخصية المصرية
فئات متقاربة كما يمكن ان تتناقض او تتضارب ، دعك الأن من كونها مزايا او عيوبا او إيجابيات او سلبيات أو أسباب او غير ذلك
المرح والصفاء وعند ابن خلدون الفرح والخفة والغفلة
روح الفكاهة والنكته واسخرية
الميل للحزن
الانبساطية التي لا تميل الى الفردية
البساطة والتعاون
حب الاسرة والأسلاف
التدين والنزعة الروحية والنزوع الديني
الغيبيات
التواكلية او الاتكالية
الرضا دون دونية القناعة
الطاعة التي لا تدعو الى التمرد والثورة ولكن دون غضاضة
الدعة والوداعة
الصبر
السلبية والاستعداد للسلبية وغلو السلبية وسيادة السلبية دون ذل او استكانة مع ذلك
كثرة الخضوع والشعور بالتبعية
اللامبالاة
القهر وكف العدوان
المحسوبية والمحاباة
النفاق
وعند المقريزي الدعة والجبن وسرعة الخوف والنميمة والسعي الى السلطان
****************
فإذا ما عجز عن تغيير الواقع فإنه في العادة او النهاية يخضع له ويرضخ للأمر الواقع إلا انه حينئذ قد يسخر منه للتعويض او التنفيس
من هنا تأتي شهرته الداوية في السخرية التعويضية
والتعويض بالتعريض بالواقع دون التعرض له
وهو بدوره التناقض الخفيف الذي افضى به في نظر البعض الى الشخصية الفهلوية التي تعوض عن عجزها العملي بالتذاكي المفرط واصطناع اللامبالاة او ادعاء العلم والتخفي وراء العقل والتعقل
والنموذج المثالي في ذلك هو علاقة الفلاح المصري بلاسلطة والحكومة فهو يكرهها ويخشاها منذ قال الجبرتي
والمصري يكره الحكام في كل صورة حتى ادناها
********************
وإذا كان النظام الحاكم يباهي دائما بما يسميه "الاستقرار" في المجتمع المصري لا سيما في مقابل عدم الاستقرار في معظم الدول العربية الشقيقة الا أن الحقيقة والواقع أن ذلك انما هو استقرار الجسد الميت والجثة الهامدة وإذا كان صحيحا أن بعض الدول في المنطقة تعاني فعلا عدم الاستقرار فإن ما تعاني منه مصر حقيقة هو فرط الاستقرار
*******************
السؤال ببساطة هو : هل تغيرت مصر المعاصرة عن مصر الحديثة والحديثة عن القديمة في قضية التركيب الاجتماعي السياسي ونظام الحكم والسلطة والى أي حد؟
التغير الجوهري في الشكل اما الجوهر فلم يكد يتغير
التغير الوحيد هو الشكل
ملكية او جمهورية
وراثية او انتخابية
مدنية او عسكرية ذلك بحسب الظرف او العصر
فقديما كان الفلاحون "عبيد فرعون" ثم " عبيد السلطان" وحديثا فإذا لم نكن صرنا حقا او نوعا "عبيدالرئيس" فنحن يقينا ما زلنا بين فراعنة وفلاحين ورعايا لا مواطنين ومازال الاستقطاب الجوهري هو بين الحاكم والمحكوم وتلك في كلمة واحدة هي " الفرعونية الجديدة"
*************************************
على اية حال فإن الحكومة فوق الامة والحكومة تعتبر نفسها وصيا قيما على الشعب القاصر فاقد الاهلية او الذي لم يبلغ سن الرشد بعد وفي المحصلة المباشرة نجد ان الحكومة جهاز ساحق والمجتمع شعب مسحوق والمواطن مسحوق شعب وفي المحصلة النهائية نعود مرة اخرى واخيرة وبمزيد من الأسف لنجد مصر السياسية او الدستورية او النيابية هي حاكمها او تكاد
****************
فإالى أن تتحقق الديموقراطية الحقيقة في مصر وبدايتها هي الحكم المدني ونهايتها أن تقول للحاكم كلا ، فلن تتغير الشخصية المصرية المطحونة المغلوبة على أمرها ، المسحوقة المنسحقة ، ولن تتخلص وتتطهر من سلبياتها ومثالبها المكتسبة أو الموروثة ، وما يقال عن بناء الانسان المصري إنما يكون ببناء الديموقراطية وليس غير
إعادة بناء الشخصية القومية معناها الوحيد والمرادف هو إعادة الديموقراطية
*******************
لقد افسدت الاستمرارية السياسية ، استمرارية الفرعونية ، ما اصلح انقطاع الحضارة الحديثة
ذلك أن مرض مصر المزمن في الحاضر والموروث من الماضي هو حاكمها ونظامها ، نظام الحكم بإختصار. فلقد تغيرت مصرفي كل شيئ تقريبا إلا شيئا واحدا وهو النظام السياسي ، هو وحدة الذي لم يتغير هو وحدة الذي يقاوم بضراوة ودموية كل تغيير ، يجمد الشخصية ويحنطها فرعونيا
*******************
وفي وجه هذه الحالة المرضية المركبة ، فليس أمام مصر سوى إحدى إثنتين
: إما أن تموت بالتسمم البطئ الذي سرى واستشرى من قبل في جسدها
وإما أن تعيش بفصد الدم الفاسد المسمم
اما انت تنحدر مصر بهدوء وبطء بهوان وهيونى ، الى مالا نهاية وإلى ما دون الحضيض
وإما ان تنفجر على نفسها داخليا وخارجيا في نوبة قوى عظمى تجدد شبابها وتستعيد كرامتها وتحل أزمتها التاريخية
أمام مصر بإختصار خياران لا ثالث لهما
الانحدار التاريخي
او الثورة التاريخية
فإما أن تغير نظامها وحياتها وتثور على نفسها ثورة نفسية وعملية وإما فإن امامها 100 سنة اخرى ( مضى منهم 23سنة يعني باقي 77) على الاقل من الانحدار التاريخي المتسارع تتخبط فيها وتترنح ما بين الانقلاب والانقلاب المضاد
***************
بعد ما خلص كلام الكتاب والمقتطفات دي كلها
احب اقول اني مصري مية بالمية
قلبا وقالبا
نفتخر في الصعيد بإنتمائنا للقبائل العربية
بينما تتشابه تقاسيم وجهي مع رسومات المعابد الفرعونية التي لا تبعد عن قريتي كثيرا
اتربيت على كل الموروث الشعبي للطاعة والامتثال
مين خاف سلم
وإن فاتك الميري اتمرغ في ترابه
والباب اللي يجي منه الريح
واللي مالوش كبير بيشتري
ليس لي علاقة بالحكومة تماما
غالبا ما نطلق على الشرطة كلمة الحكومة
فمثلا اذا تم القبض على احدهم
يبقى الحكومة اخدته
وليس لي علاقة بالحكومة كمؤسسة ايضا
بإستثناء قزازتين الزيت واربعة كيلو السكر اللي بنصرفهم من عند الريس بتاع التموين
الريس ده مالوش علاقة بالسياسة ولكن ده اللقب بتاع عم رفعت بتاع التموين
واللي كنت ببقى فرحان قوي لما اقوله انا اللي هوقع باسمي اني استلمت التموين بتاعنا لما كنت في الابتدائي
اتعلمت في مدرسة تم بناءها بالجهود الذاتيه حتى الانتهاء من التعليم الابتدائي
ثم مدرسة معونة امريكية في الاعدادية
ومدرسة جهود ذاتيه في الثانوية
وتعاملت مع الوحدة الصحية المبنيه برضه بالجهود الذاتية
محدش من اهلي كان موظف في الحكومة
ولغاية دلوقتي
ليس من بين اخواتي ولا اخواتي موظف بالحكومة
بس برضه من خاف سلم
وابعد عن الشر وغني له
لسه في البيت في البلد
عندي ملصق ضخم للرئيس مبارك على حيطة المندرة
وهو بيشاور بايديه لجموع الشعب
بعد محاولة اغتياله في اديس اباب
بصراحة ما عنديش أي مشكلة معاه ولا مع حد من حكومته
انا متجاهلهم تماما
وبصراحة همه برضه
يعني صباح الخير يا حاكم انت في حالك وانا في حالي
أقصى علاقة ليا بالشرطة لما طلعت البطاقة
وبعد كدة وانا مسافر في قطر الصعيد خاصة ايام الحوادث الارهابية
انهم كانو بيسألوني عن بطاقتي الشخصية
غالبا واكتر من مرة
مكنش بيبص فيها
وبيرجعها لي تاني
فاكر في مرة واحد مسكها بالمقلوب
وبعد كدة سألني اسمك ايه؟؟؟
المهم كانو ناس ذوق دايما معايا
سنة 2004
وتقريبا كان في نفس توقيت معرض الكتاب
كانت فيه مظاهرات في البلد
لما نزلت التحرير
كان مكتوب على الاسفلت بخط كبييييييييير
لا للتمديد لا للتوريث
ومنها ظهرت دعاوى كتيييير
وحركات
وغيرو الدستور
وانتخبو الرئيس
ودلوقتي فيه تاس بتقول لا للتمديد برضه
المهم
العالم اللي عمالين يعملو مظاهرات ويتنططو في الشوارع
مش عارف همة عايزين ايه
الريس
ربنا يديله طولة العمر ويبارك لنا في صحته
بيحكمنا من ستة وعشرين سنة
وعمره تمانين سنة
وكل قوانين الطبيعة بتقول انه اكيد اكيد
عمره ما هيستمر في الحكم كمان قد اللي فات
يعني اكيد هيكون فيه رئيس جديد للبلاد
ممكن على اقصى تقدير خلال عشر سنين جايين
ممكن يكون ابنه جمال
ممكن يكون حد غيره
بعد ما خلصت كتاب جمال حمدان
وقعدت مع نفسي شوية
سألت نفسي سؤال
همه عايزين ايه من الرئيس اللي جاي
طب همه هيبطلو ينافقوه
طب هنودي النفاق بتاع البلد فين
طب هنودي تمام يا فندم
وكله بفضل معاليك اللي متشونه جوه مخازن الوطن فين
طب هو فيه حد يقدر يقول للأعور انت اعور في عينك
ولا للعريان فين توبك
ولا بس متشطرين على الراجل دلوقتي عشان حاسين انه خلاص
كلها كام سنة وهيلم العدة ويشيل الفرشة بتاعته
فبيجاملو المعلم الجديد من دلوقتي
يلا
كل ريس وانتم طيبين
التسميات: سياسة