الاثنين، يوليو ٢٣، ٢٠٠٧

العرض مستمر


كان الجميع يجلسون في صمت ينتظرون العرض الشهير
هو نفس العرض من سنوات طويلة
لكن الجمهور
يأتي كل ليلة
وكل شهر
وكل سنة
تتغير بعض الوجوه
او يتغير توزيع الأماكن
لكنها نفس الوجوه
***
كا ن بعضهم يصطحب اطفاله الصغار
يصدرون جلبة
وحركة وصياحا
بعضهم يرتدي حللا افرنجية
والاخر يرتدي من منتوجات عمر افندي
في الصفوف الخلفية
كانت العمائم والعباءات تختلط مع الملابس الاخرى
يعلم الجميع انه العرض اليومي على نفس المسرح
لكنه عرض مشوق يمتد لساعات وساعات
على المدى السنوات الفائته
تغير جل ابطال العرض
بدءا بالبطل الرئيس للعرض
حتى اخر كومبارس يظهر على خشبة المسرح
(يحكى ان البطل السابق لنفس العرض مات اثر حادث اليم)
(الذي يسبقه لا احد يعلم سبب وفاته حتى الأن)
(بطل اخر ارتحل نحو عواصم الغرب بحثا عن دور يناسبه كما فعل عمر الشريف دون جدوى فمات)
بينما النظارة يتصايحون داخل قاعة العرض
جاءت دقات الافتتاح المثالية المعتادة
.....دوم.......دوم..........دوم
سكت الجميع
وبدأت الستارة المخملية الحمراء
في الانشطار الى نصفين
يتباعد كل منهما عن الاخر
ليظهر بعض الكومبارس على خشبة المسرح
كانو يهرولون
يفتشون في كل ارجاء المسرح بحثا عن شئ ما
جاءو بكرسي ضخم
اضخم من أي كرسي اخر
في أي بيت من بيوت النظارة
ومن أي كرسي في مقار عملهم
ومن أي كرسي تخيلو ولو للحظات ان يجلسو على مثله
كرسي ضخم
مبطن بالقطيفة الحمراء
وجوانبه ذهبية اللون محلاة بالفصوص والاحجار اللامعة
سكت الجميع
بينما تسمرت عيونهم على الكرسي
انه الكرسي ذاته
الذي اعتادو ان يرو بطل العرض السابق يجلس عليه
طوال العرض
يتحدث احيانا
يضحك احيانا
يزمجر احيانا
لكنه لا يتحرك من كرسيه ابدا
(يحكى ان بقاع الكرسي
فتحة سرية
سحرية
تستخدم لقضاء الحاجة
حتى لا يتحرك البطل من على الكرسي طوال العرض)
بدأت موسيقى الافتتاح
مارشا عسكريا صاخبا
دخل كل الممثلون على خشبة المسرح
جلسو في اماكنهم المهيأة
دارت بينهم احاديث غير مسموعة للنظارة
سكت الجميع فجأة
حين دخل اشخاص طويلو القامة
يرتدون الاسود في كل جنبات المسرح
بعدها
دخل بطل العرض الرئيس
دوت القاعة بالتصفيق
ممثلون
كومبارس
نظارة
بدأ بطل العرض يلقي ابتسامته المعهودة
التي لا تحمل أي معنى
او مغزى
لا تعلم ان كانت تعبر عن فرح
حزن
دهشة
لا احد يعلم
جلس على المقعد المعد له
وبدأ يتكلم
كان الجمهور يستمع وهويتكلم
يتثاءب بعض الممثلون على خشة المسرح وهو يتكلم
ينسحب بعض الكومبارس لقضاء الحاجة بعيدا عن خشبة المسرح وهو يتكلم
بدأ الجمهور يمل الكلام وهو يتكلم
حاول بعضهم الخروج من المسرح
لكنهم منعو
لا يسمح بالخروج قبل انتهاء العرض
مرت دقائق وهو يتكلم
ساعات وهو يتكلم
شهور وهو يتكلم
كان الممثلون يذهبون خلف الستار للحظات
يحضر بعضهم ثانية
او يرسل بأحد ابناءه الذين يشبهونه
وهو يتكلم
فيالاجزاء المظلمة من قاعة المسرح
بدأ الجمهور يألف بعضه بعضا
شاب اسمر اقترب من فتاه ممتلئة وهو يتكلم
غابا عن الانظار للحظات وعادو
كانت بطن الفتاه ممتلئة اكثر وهو يتكلم
مات احدهم وهو يتكلم
صرخت الفتاة
التف حولها نسوة بالخلف وعادو بها
تحمل طفلا اشقر وهو يتكلم
دفنو ميتهم تحت ارضية القاعة وهو يتكلم
تزوج شابان اخران
مات اخرون
ما زال الحرس يمنعهم من الخروج
لم ينتبهو لكلامه ثانية
فهو دوما يتكلم
بدأ الممثلون والكومبارس
في تبادل المنفعة
مارسو التجارة
الدعارة
كانو يحضرون الطعام من الخارج
ويبيعونه للنظارة بأضعاف اثمانه
تبادل بعضهم الادوار
صعد بعض النظارة على خشبة المسرح
نزل بعض الممثلين من فوق اى وسط القاعة
وهو يتكلم
تضاعفت اعداد النظارة
ارتفعت اسعار الاطعمة المهربة من الخارج
نام عامل الستارة
(يقال انه مات وذاك ابنه البكر اتى نيابة عنه في غفلة من الجميع)
تقاتل النظارة على كراسي العرض
جلس بعضهم على الارض
مات بعضهم
كمدا
وغيظا
وسحلا
وتحت اقدام البعض
او تسمما من سوء الطعام المهرب من الخارج وهو يتكلم
لا احد يستبين كلامه
لكنه يتكلم
يقترب منه بعض الممثلون
ثم يبعدهم بإشارة منه
اقتطع بعض النظارة اجزاء من القاعة
صنعو منه بيوتا
ودورا للعبادة
وملاجئ للأطفال مجهولي النسب
...............
...............
.............
خارج المسرح
كانت الشمس مشرقة تملأ السماء
بينما يهرول الجميع بسرعة لإنجاز أعمالهم

التسميات:

الاثنين، يوليو ١٦، ٢٠٠٧

والعنب



اليوم هو السابق لوقفة عرفات مباشرة غدا الوقفة وبعدها سيكون العيد الكبير
راجعت نان الخياط عدة مرات خلال اليوم
للتأكد من أن الجلابية الجديدة ستكون جاهزة للاحتفال بالعيد
كانت قطعة قماش أهداها لي احد أعمامي القادمين من الكويت
بها خطوط زرقاء وأخرى بيضاء
لا تختلف عن باقي قطع الأقمشة سوى في تخانة الخطوط
خلصت الجلابية يا خواجة:
نظر لي بعينيه الضيقتين
ثم استكمل الضغط برجله على ماكينة الخياطة
ويداه تشدان قطعة القماش من أسفل إبرة المكنة في الاتجاه الأخر عن جسده النحيل
لسه.......تعالى بعد المغرب:
برضه لسه كل شوية لسه لسه:
لم يعرني اهتماما
كدت أشيط من الغيظ
ترددت في أن أبكي
ولكن اعلم أنه لن يعيرني اهتماما أيضا
ولن يفيد بكائي
لكني كنت في منتهى الضيق
اكره – حتى الآن- تلك الأشياء التي لا تأتي في موعدها الذي انتظره
رددت بيني وبين نفسي
العيد الجاي مش هجيب جلابيتي هنا
هقول لأبويا يوديها لأسعد الخياط
ولا احسن لخياطين نقادة
ارتددت للخلف
كان ماضي يجلس ممازحا أبو الحسن أب عطية
مرتديا جلابيته الصوف السوداء
وتحتها جلابية بيضاء
بينما يحمل على كتفه جلابية أخرى
بدا الشراب الجديد بلونه البني
كقطعة ارض بور وسط حقول البرسيم
يضحك ممسكا بسيجارة من نوع الكيلوباترا
وقد ركب في نهايتها فلتر
وبدا من علية القوم
أكيد انهاردة فيه كتب كتاب بنت من بنات البلد
تخصص ماضي في إحضار المأذون عند كتب الكتاب لأي زيجة تتم داخل القرية
كان هو المختص بالتعامل مع المأذون
وإحضار قسيمة الزواج بعد ذلك
- بعد هذا اليوم بإحدى وعشرون عاما ذهبت إليه لكي يذهب معنا للمأذون
عند زواج أولى أخواتي ولكن مرضه منعه من الحركة فطلب من ابنه الأكبر الذهاب معنا-
تحركت في طريق السوق
ذاك الطريق الذي يمتد بطول القرية من الشمال للجنوب
رابطا بين القرية التي تسبقنا
والأخرى التي تلينا
كانت بقايا المصلين تتمدد من ناحية المسجد
بعد الانتهاء من صلاة العصر
كان الجو خريفيا
الشمس تميل نحو الغروب
صارت أشعتها أكثر ألفة عنها ساعة الظهيرة
بينما اردد اللعنات على نان
تحلق عدد من أطفال القرية
من هم في سني
أو اكبر قليلا
حول عجل ضخم مربوط في عمود الكهرباء
ذاك الذي يلاصق بيت توفيق أب حيا(1)
ويبدو وكأنه وسط الشارع للقادم من ناحية المشروع(2) الشرقي
كان سعيد أب الحاج احمد يقف في وسط الدائرة
يروض العجل
ويحكم الصريمة(3) التي التفت حول رأسه
وأذنيه وقرنيه
دار حوله دورة شبه كاملة
ممسكا خرزانته
أشار إلينا أن نبتعد
قبل أن يبدأ في فك الطرف الأخر من الصريمة من حول عمود النور
امسك بالطرف الأخر من الصريمة
وشد العجل
حتى أصبح في وسط الوسعة تماما
وقف لحظات يعاجل العجل بضربات من الخرزانة
حتى هدأ العجل عن الحركة
حينها بدأ يجذبه خلفه
مرددا بصوت جهوري
والعنب:
كنا نرد خلفه في صوت واحد
رمانه طاب:
استاهل:
استاهل:
بدأ يمرق في شوارع القرية الضيقة
شارعا بعد أخر
بينما عدد الأطفال يتزايد مع كل شارع يقطعه
جاء بعضهم ممسكا ببعض علب الصفيح الفارغة
التي كانت تحدث أصواتا متداخلة مع هتافنا
رمانه طاب:
يقف سعيد اب الحاج احمد عند كل وسعة
او ملقة(4)
أو ناصية درب مغلق
لدقائق
يستمر بعدها في المسير
والعنب:
تنقلنا من شارع إلى شارع
ومن درب إلى درب
حتى انحسرت أشعة الشمس خلف الجبل الغربي
وبدأ الأطفال في التسلل عبر الدروب الجانبية
عودا للمنازل
خوفا من الدبيب(5)
حيث لا ينتعل أيا منا شيئا
يحمي قدميه من لسعات العقارب
تسللت نحو منزلنا
كانت أمي تقف على عتبة الدار
كنت فين يا واد:
كنا لافين ورا العجل:
والجلابية؟:
لم ارد عليها
أسرعت نحو فرشتي الممددة على ارض الغرفة
لكي أنام من شدة التعب
غير مبال بكل هذه الأوساخ التي قد تعلقت بقدمي
***************************************
(1) توفيق يحيى واعتاد اهل البلد بنطقه توفيق ابا حيا للتخفيف
(2) ترعة من الناحية الشرقية للبلد نسميها المشروع الشرقي
(3) حبل يصنع من ليف النخيل ويجهز لتربط به الماشية
(4) أي براح داخل القرية اعتقد ان اصله ملتقى وحرفت
(5) ما يدبي على الارض من حيات وعقارب وزواحف




التسميات:

الأربعاء، يوليو ١١، ٢٠٠٧

يسلم فمك يا ابو الغيط

وقال‏:‏ إن مشروع القانون بالشكل الذي أقره مجلس النواب يطالب مصر بالوفاء بثلاثة شروط‏:‏

أولها‏:‏ إغلاق الأنفاق المزعومة لتهريب الأسلحة بين رفح وغزة‏.‏والشرط الثاني‏:‏ إعادة تأهيل وتدريب الشرطة المصرية للتعامل مع مسائل حقوق الإنسان‏,‏

والشرط الثالث‏:‏ الفصل بين ميزانية وزارة العدل وميزانية القضاء في مصر‏.‏وقال أبوالغيط‏:‏ أن مصر رفضت بشكل واضح هذه الشروط‏,‏ وإن رسالة مصر التي نقلها إلي الإدارة الأمريكية أنه يجب عدم وضع شروط علي العلاقات المصرية ـ الأمريكية‏,‏ وأنه يتعين الاستمرار في تعزيز هذه العلاقة‏,‏ وإن هذا شأن داخلي خاص بالمصريين‏,‏ ولا يحق لأي طرف أن يتدخل فيه بالتوجيه حتي ولو كان ثمنه‏200‏ ألف مليون دولار‏,‏ وليس مجرد‏200‏ مليون دولار‏.‏ ( الاهرام 11 يوليو 2007 – العدد 44046 السنة 131 )

مش عارف الجماعة الامريكان دول عايزين ايه مننا بالظبط بصراحة
عالم غريبة يا اخي
حاشرة نفسها في كل حاجة
قالو لنا نتصالح اتصالحنا
قالو لنا نتمقرط اتمقرطنا
قالو فرجونا على عجين الفلاحة
اتنططنا
طلبو مننا لبن العصفور
حلبناه
شالو الضو
وجابو شاهين
قلنا برضو معاكو لاعبين
لكن كل كووم
وإعادة تأهيل الشرطة بتاعة بلدنا عشان حقوق الانسان
لا بجد
والف لأ
وعلى جثة اخر فرد من افراد الشعب المصري
قولو آميين
ازاي يعني
ده حتى ما يرضيش ابدا
إعادة
إعادة يا كفرة
إعادة يلي ما بتعرفوش ربنا
****
وكله كوم وموضوع الميزانية بتاعة الوزارة دي كوم
ازاي يعني
هو حد اشتكى لكم من حاجة
ما طول عمرنا زيتنا في دقيقنا
وميزانيتنا وطنيتنا حماها الله
الله الله
وبعدين هو انتو في بلدكم بتقولو يا ما السجن مظاليم
احنا عندنا بنقول يا ما في السجن مظاليم
طب لما نفصل الميزانية
المثل ده نوديه فين
نبله ونشرب ميته مثلا
استغفر الله
استغفر الله
عالم ما تعرفش ربنا بصحيح
*******
خاتمة القول
مصر هيا امي
نيلها هو دمي
شمسها ف سماري
شكلها في ملامحي
حتى لوني قمحي
فضلة خيرك يا مصر

التسميات:

اسمع